الخميس، مايو 14، 2009

[هُروبٌ قد يعودْ ]

>


أعتدتُ أن أكتب بوهن كما الوهن الذي آرهُ بوجه أُمّي كلما أحتجتُ لتفريغٍ التفاصيل المرهقة , أعتدت أن آرى أمس كم الذي قبله كما الساعة التي مرّت وأبي يُكرر أنتبهي لنفسك,أعتدت أن أحشو أيامي بالهروب خشيةً الضمائر التي تتقلبُ فيني لأشعر أنِّي أُنثى في قالب عدة ملامح ..
هذا أمرٌ ليس مهم ... ورُبّما مُهم !
أنا لا أعرف أين الطريق وأيُّ البدايات اختارُها كي لا أكون جافّة كما يقولون !
هل على الأيام المُزدحمة أن تكون مُفرحة دون أن تتعثر ؟
أو سيئة تتقافزُ من ذاكرة جيبي إلى جيوب أُخرى ؟
أنا أخبرني كثيراً أني حالمة وأن الطيبون وحدهم من يسكنون الحلم ووحدهم من يصبحون مرضى وهم يرونه يضيع !
كلّفتُ الأشياء حولنا وهي ملعونة بالوصايا أشدُّ من الحزينين المُتعرين وهم ينتظرون السماء تُمطر ولكن لم تكن الغيوم حُبلى .
حينها نحتاجُ أن نحيا ونحنُ مُقتنعين أن الحيّاة قلب أوراق محشو بأيام وأمنياتِ فارغة , هي لا تحتملنا , وأنتَ لا تحتملني , وأنا لا أتحملها لهذا نحنُ نستفرغ بعض بإستمرار وندمن سَرِقَة القدر !
بالأمس وعند وفاتي جدي كانت الأرضُّ رطبة والطينُ بارد والسماء تنشرُ العزاء أكثر ممن هُم حولي !
لم أشعر بسخية أحدٍ , وعلى هذا لم أكن أريدُ أحد , ربما لأنِّي أعتدتُ أختلاق الأحاديث مع فتاة شقية تَسْكنني وعندما أكرهُني أستعينُ ببعض الأشياءٍ الجَامدة.
كنتُ أسألوني .. لم فقدت القدرة على الرؤية !؟!
حتّى بعض الرؤية أصبحت خواء , فعندما تفتح نافذة مدينتك " الأشياء هي ذاتُها "
المارة يركلون الهواء..الفتيات يبتسمن ونصفُ أحلامهن ميتة , والأمهات يأخذن الفرح من عيون الأطفال الصغار وهم يشعرن أن أحزان يسارهن مخنوق .
وترى المشهد يتكرر كل يوم , لتعلم أنك تعيش دون أيام والأيام تعيش بدونك , المُصيبةُ الكبرى أن خيباتِنا وتشاؤمنا لن يُغير استطاعات الأيام !
ببساطة هي تُربكها وتُرتبها " ولايُعجبنا شيء " !
بالأمس القريب عينٌ تُحَدِّق على إشارة - مُرور حمراء - طالت في أزدحامٍ الأصوات والطالبة جهشت كثيراً بَعدَ أن فاتها موعدُ الإختبار !
وعجوزٌ ماتت قبل أن تُكمل حياكة قفازاتِ أبنتها التي لم تأتي من السفر , وتلك الفتاة التي خبأت وداع حبيبها بجيبها بعد أن لذ الفُراق جدائل شعرها !
وذلك الآخر الذي لبثت صورته على شاشة التلفاز لنبكّي ونحنُ نشعر بالحماقة والسُخف وقصر الذراع وتراكم المسافة !
هل أستطيعُ أن أهرب وأن أعود وأن أبكي ومن يسمعني !
" ربما " فقط المنديل المخروم ..وأغيرهُ كلما أردتُ أن أقول أني بخير .!
" بالمناسبة " أنا لستُ صالحة للإستخدام ولا للتفكير , لا للعطاءٍ ولا للأخذ .
كنتُ على يقين بأن خروجكَ مني بكذبة كان سهل وبسيط وفاشل وسأكون غبية وسأصدقك , وأخالُ أن الوقت لديك الآن جميل .!
لا أعلم لماذا تعودُ ذاكرتي لك !! وللعلم مواطنُ أحاديثي لا تُريد التحدث عنك , تمر عليّ مِئاتُ الرجال يعبؤون علبة رسائلي بالكثير من الاعترافات,
التي أسرق بعضها آحياناً وأتخيلُ أنكَ بعثتها لي , وأرددُ دائماً بشبهِ إيمان [ كما للأيام حالةٌ من الهروب قد تكون هناك عودة ] !

.


14 / 5 / 2009