الاثنين، يوليو 19، 2010

!


يالله .. أخر تدوينة كانت قبل أشهر .!
لم أعد أكتب كما السابق لكن أصبحت مدمنة على القراءة أكثر .
وعلى انشغالي بالبيت والسّفر ولكن لازلت أرى أن القراءة ملاذ جميل , أحبه كما علّمتني نوّرة يرحمها الله .

الخميس، فبراير 11، 2010

!


مُباركٌ لك
وَ أُحبُّكَ جِدَّاً .

.

الخميس، سبتمبر 10، 2009

حَدْس .


ليسَ سهلاً جلبُ الحَدْس إلينا حينما تخوننا الأشياء الأُخرى ,فنعود لنعترف أننا لم نتعلم من الخيبة الأوّلى سوى السقوط مرّةً ثانية , وهذا ما يُشكل لدينا رُزمة من الأخطاء بالحيَّاة .
القمح في الحَقْل يتحرك تِبعاً للهواء ومجريات أخواتِه من السنابل الأخرى ..وورغما كلّ التعريات .. قدْ يرتبك , يذبل , يموت , يُقطف , لكنه ينسى العَار !

- اعتبرني فتاة جيّدة , لكني لا أشعر فيني .
- لديكِ كُلّ شيء .. عملك , جهازكِ الحاسوب , سجادة صلاتِك , كتبك ورواياتك ومابقى من ذكريات أُمّكِ .
- للأسف هناك عُطلٌ وقتي في الإنسان , فكيف أشعرُ بالانتِماء إلى كّل هذا.. بينما لا أحضى باهتمام أنسي !
الأخطاء فادِحة حينما نتذكرها ونهمش الخيبات ظناً منا أن هناك شيئاً من الأمل ..لهذا أدعو نفسي أن أملك حدساً فوق تصورات عواطفِي التي تفوق منظر وجهي وهو يتأثر بحديث والدي أو ردة فعلٍ أخواتي .. ربما أقتنص السعادة وربما أخبئها وأقنع نفسي أن الأمور بغاية الرضا .. وهي حقيقة تتشابه ! قليلُ من الحظ , قليلٌ من التشاؤم , قليلٌ من الخيبة , قليلٌ من النسيان .. ويبقى الوقت الأخر كافي للانتماء للأشياء الأُخرى
.. وبالمناسبة أُمي لازالت بخير و كثيراً ماتأتيني لتخبرني أنها جعلت لي مكاناً بجانبها .


الخميس، مايو 14، 2009

[هُروبٌ قد يعودْ ]

>


أعتدتُ أن أكتب بوهن كما الوهن الذي آرهُ بوجه أُمّي كلما أحتجتُ لتفريغٍ التفاصيل المرهقة , أعتدت أن آرى أمس كم الذي قبله كما الساعة التي مرّت وأبي يُكرر أنتبهي لنفسك,أعتدت أن أحشو أيامي بالهروب خشيةً الضمائر التي تتقلبُ فيني لأشعر أنِّي أُنثى في قالب عدة ملامح ..
هذا أمرٌ ليس مهم ... ورُبّما مُهم !
أنا لا أعرف أين الطريق وأيُّ البدايات اختارُها كي لا أكون جافّة كما يقولون !
هل على الأيام المُزدحمة أن تكون مُفرحة دون أن تتعثر ؟
أو سيئة تتقافزُ من ذاكرة جيبي إلى جيوب أُخرى ؟
أنا أخبرني كثيراً أني حالمة وأن الطيبون وحدهم من يسكنون الحلم ووحدهم من يصبحون مرضى وهم يرونه يضيع !
كلّفتُ الأشياء حولنا وهي ملعونة بالوصايا أشدُّ من الحزينين المُتعرين وهم ينتظرون السماء تُمطر ولكن لم تكن الغيوم حُبلى .
حينها نحتاجُ أن نحيا ونحنُ مُقتنعين أن الحيّاة قلب أوراق محشو بأيام وأمنياتِ فارغة , هي لا تحتملنا , وأنتَ لا تحتملني , وأنا لا أتحملها لهذا نحنُ نستفرغ بعض بإستمرار وندمن سَرِقَة القدر !
بالأمس وعند وفاتي جدي كانت الأرضُّ رطبة والطينُ بارد والسماء تنشرُ العزاء أكثر ممن هُم حولي !
لم أشعر بسخية أحدٍ , وعلى هذا لم أكن أريدُ أحد , ربما لأنِّي أعتدتُ أختلاق الأحاديث مع فتاة شقية تَسْكنني وعندما أكرهُني أستعينُ ببعض الأشياءٍ الجَامدة.
كنتُ أسألوني .. لم فقدت القدرة على الرؤية !؟!
حتّى بعض الرؤية أصبحت خواء , فعندما تفتح نافذة مدينتك " الأشياء هي ذاتُها "
المارة يركلون الهواء..الفتيات يبتسمن ونصفُ أحلامهن ميتة , والأمهات يأخذن الفرح من عيون الأطفال الصغار وهم يشعرن أن أحزان يسارهن مخنوق .
وترى المشهد يتكرر كل يوم , لتعلم أنك تعيش دون أيام والأيام تعيش بدونك , المُصيبةُ الكبرى أن خيباتِنا وتشاؤمنا لن يُغير استطاعات الأيام !
ببساطة هي تُربكها وتُرتبها " ولايُعجبنا شيء " !
بالأمس القريب عينٌ تُحَدِّق على إشارة - مُرور حمراء - طالت في أزدحامٍ الأصوات والطالبة جهشت كثيراً بَعدَ أن فاتها موعدُ الإختبار !
وعجوزٌ ماتت قبل أن تُكمل حياكة قفازاتِ أبنتها التي لم تأتي من السفر , وتلك الفتاة التي خبأت وداع حبيبها بجيبها بعد أن لذ الفُراق جدائل شعرها !
وذلك الآخر الذي لبثت صورته على شاشة التلفاز لنبكّي ونحنُ نشعر بالحماقة والسُخف وقصر الذراع وتراكم المسافة !
هل أستطيعُ أن أهرب وأن أعود وأن أبكي ومن يسمعني !
" ربما " فقط المنديل المخروم ..وأغيرهُ كلما أردتُ أن أقول أني بخير .!
" بالمناسبة " أنا لستُ صالحة للإستخدام ولا للتفكير , لا للعطاءٍ ولا للأخذ .
كنتُ على يقين بأن خروجكَ مني بكذبة كان سهل وبسيط وفاشل وسأكون غبية وسأصدقك , وأخالُ أن الوقت لديك الآن جميل .!
لا أعلم لماذا تعودُ ذاكرتي لك !! وللعلم مواطنُ أحاديثي لا تُريد التحدث عنك , تمر عليّ مِئاتُ الرجال يعبؤون علبة رسائلي بالكثير من الاعترافات,
التي أسرق بعضها آحياناً وأتخيلُ أنكَ بعثتها لي , وأرددُ دائماً بشبهِ إيمان [ كما للأيام حالةٌ من الهروب قد تكون هناك عودة ] !

.


14 / 5 / 2009

السبت، أبريل 18، 2009

"حكاياي في زهرة الخليج"


وها هيَّ الزهرة تُزهر بأحرفي مرةً أُخرى بنص " حكايا " , وكما هو في المدونة بـ : "حينمَا قُلت" .
في عدد رقم ( 1569 ) سبتُ هذا اليوم , بتاريخ : 18/4/2009م .


الثلاثاء، مارس 31، 2009

[! تَشرِين وأشيائِيّْ !]


أنِّي عطشة والعَطشُ حُفرة فِيْ تَقَاطِيعٍ صَوتِي ..
وصَوتِي قَلِقٌ , خَائِفٌ مُمزقُ الصمتِ ..والصمتُ فِينِّي فُتات فُقراءٍ يُتماء الخُبْز .
مَاكَنتُ سأشيبُ وَفَوقَ الشيبٍ ضَحَايا , ومواسمٌ مِنْ مسْحَاتِ لِلماءٍ , أسْتَغِيثُ وَفِيْ نُقوشٍ
مَلامِحِي احتياجَاتِ , لاشتهَاءاتِ ..لعفويّةٍ , لِعَاشقاتِ يفضحهُنّ الحُب .
أَبَكِي وأُعيذُ بالله مِنْ حُزنِّي ..فالفَجرُ أنكسَرَ مَنْ أقتِرَافاتِ أشواقِي , وأنبزَغَاتِ الأشياءِ حَولِي تَسْألُونِي ؟
عَنْ مواسمِ دُموعِي كَيفَ لا مَستْ يَدَ أضلُعِي ..
وأضلُعِي تَنَاخَرت فِيْ جَسدي , وَخوفُ صَدرِي رِضاءُ قَبَيلَتِي ,ووجعِي عُقدُ ضفيرتِي .
وأعضائِي لَم تَعُد تَلتصِقُنِي ..حَينمَّا تَلَبدَ إسْمُكَ فِيْ رَعَشتِيّْ .
وَجَهِي يحتاجُ لأرضِّ, تشربُ ملَحَ مَدَائِن نَسْت هَويّتِي السَمراء .
ووهَنُّ أُمنياتِي تُؤلِمُنِي لِأني أُلقِي اللوم على عشراتِ الجِراح التي تتحركُ فَوقَ أظَافِري.
وأَصَابِعي تعدُ المَسفَات التِي تَحتاجُ إِلى النسْيان كَفَمِي القَارص .

في شفَتِي اشتِهَاءات مُنذُ المغيبِ إِلى أخرٍ رقصة مُتصلبة مَنْ لسعة الحنين .
في ملامحٍ وَقَتِي المُنهَك دَقةٌ تقَضمُ فُستانِي الأبيض وبعض الثِّياب المعلقة منذُ تشرين الذي فَاتْ !
فِيْ وحدتِي تَجيء كأنَمَا شيئان اعتراهُما الذوبَان , التجمد , الأنصهار , وكُل حَالاتِ الحَرَارة / بَاردٌ , حَارْ !
ضربتَ بذَاكِرَتِي أُحْجِيات أَرَدت التَوَضّأَ مِنْ مَائِكَ , نَارِكَ ...اللذان لا يَركدانْ!
فِيْ سمعِي أزدِحَامٌ مِنْ هواءٍ أَحاديثك , تَصَمُ أُذنِّاي عَنْ جَهنم وَ تَفتَحُ فُسحةً جَنَّة لا يملُكَها غَيرُكْ ..!
كَأنِّي لَيلٌ عَليل والليلُ سوادٌ سَميك , يشيبُ يَهرِمُ .. وأَنتْ بِسمائِكَ تتسعُ للِبَياض !
كَأنِّي عَجوزٌ يَسْتَعمرُها الموتُ بِبُطءٍ ويسترق ابتسامتها الصّلبة ليدفُنها بقبرٍ تشرين!
كَأنِّي عِندما تَنامُ عيونِي أرقةً فِيْ مَرقدي , لا أملكُ سِوى أقصى خُصّلاتِ شعري المُمتلئة مِنْ عُطُركَ , يَديكَ , وشوقٌ مُقتد !

وَ مَرَّ تَشرِينْ ..
يَسْتَنشِقُ الرِياح .. وَمَناقِيرٍ الحَمامْ .
تتَرَقبُ مَاقَبلَ أشَهُرٍ
وَرُبمَّا مَاقَبلَ عَامْ .!
مَرَّ تَشرِينْ ...
وَأكتَظّت الغَصّة عَلى .. قَميصٍ عشقْ !
بذَنبِ يغَسلُ القَصائِدَ الدَاكِنةْ !
مَرَّ تَشرِينْ ..
وكَتَرقُبٍ الَصلاةٍ فِيْ عَودةٍ يُوُسفُ ..
أترقبُ .. مَغيبَ الدّرُوبْ ..!
وآناي تُمشِطُ أَحزَانَ مَاءٍ البئِرْ !
كَيفَ يَتسأَلونْ عَنْ جِيدٍ اِمرَأْةٍ
لا تُرَيدُ رَيقَ رَجُلْ ..!
وكْيفَ تَخِِيبُ بَيْنَ الرَملٍ ..
ضفائِرٌ أمتطَتْ أَحْلاماً مُمكِنْة !
تَمتَدُ كَملِحٍ بَحَرٍ ..
وَجسَدٍ زَبَدْ !
وَنَوَارِسَ تَحْتَفِلُ بِكُلِّ الأَزمْنة !
مَرَّ تَشرينْ ..
وَفِيْ المَدينة ..
شَّوارع تَنطِقُ خَلفَ الضبابْ .
تَنثِرُ على الرَصِيفٍ أَنْفَاسُ دَمِيّْ !
وَبِنِهَايةٍ الطُّرق .. أَظَنُّ الحُزنَ فِيني مُنتَشِرْ .
يَتَراقصُ فيَّ الفَرحٍ , لَكنْ لا يَرَانِي !
لعَلَّ طَفلِي آعمى حَدَّ الأرقْ .
تَكبد عَناءُ عُمرٍ مضى !
فَكيفَ يا دَهالِيزي يَشيبُ صَغيري ويَحْتَرِقْ ؟!
مَرَّ تَشرِينْ ...
وَأَنا اسألُنِي كَثيراً ؟!
أَمرُّ بِصّمتٍ الغَيَابْ ,
أَتركُ ذَاكِرةً دَمِيّْ ,
وَأرضُ الفُصّولْ ,
وَأشيَائِي العَطشى.,رَهَنُّ مَساءٍ ثَقٍِيلْ .. لا يَعرِفُ الَسَبِيلْ !
كَأنَ العِظَامَ التِي فِيني تَنتَظِرُ " مَاءْ " !
أَدّثِرنِي فِيْ لَحنٍ اليَتامى ..
أطَبَعنِي على قَصائِدٍ الغِناءْ ..
وَأسمعَ قَوَافِلَ البُكَاءْ ..
وَريح الجُوعْ ..
وَجَسدُ العَزاءْ ,,
أيقظنِيّْ فِيكَ حدَّ العَراءْ !
وَمَارسَ وَحدكَ تَشرينَ ..
وَأكتُب عَلى قَامَتِي ..
[ مَررتُ يَا شقيِّةً النِساءْ ] !
وأنِّي أصدقُ العشق لِكُلِّ الَعارِجينْ ..
بِحُزنٍ رِفَاقِي , صِغَارِي ..والياسَمينْ !
بِتَمتَمةٍ شَهيدْ كَفَرتْ فِيهِ الحَياةْ!
بِوطنٍ يَحلِمُ باليلةٍ عُرسِهْ !
وَبَيْنَ الفَقَدِ وَحَنينُ الشِتاءْ ,,
وَجه يَشتَهِيْ مُمارساتِ تَشرِينكْ !
وَلوْ كَانْ فَاراغاً مَنْ المَدائِنْ !
فَالقَادِمُ مَنكْ .. شدوٌ ..
كَصوتٍ نَبِيّْ يَتَعرى لِصلاةْ !


فِيْ جَبِين ذَاكِرَاتِي أحَتَفِظُك وأنِّي لَنْ أَحِيدَ وَلَنْ أخُونكْ .!
فمَا أَحوجنِي لقدرٍ لا يضيقُ ولا يُخبئنِي تَحَت وعودٌ بَالية لَها حينُها لتُصفف رَسْائلاً مريضّة , هواؤها يغفو كَسنةِ تشرين التي وعَدتِني بِهَا ولَم نلتقِي !
فَما أحوجنِي لِفنجانٍ شاي أشربهُ دُفعةٌ واحِدة وأضحك .. و لا أقسمهُ على ثلاثٍ رشفَاتِ و لا أكثر ..لأكون سيدةٍ أنيقة تُطبقُ الأتكيت فِي حَديقةٍ السُورٍ الخلفية .
فما أحوجنِي لفصّل الشِتاء دُون غَيرها مِنْ الفُصول , أكلُ التُفَاح الأخضّر بَعَدَ أن نضج على يديكَ , لِتُخبِرني كَم أبدو جَميلة !
فَما أحوجنِي أن لا آتيه فِيْ الجِهَاتِ الأربع وفِيْ الوقتِ المُتأخر بَعَد الثانية عشر ومُنتصف فَقد , وانطِفَاءٌ خَاثر على سُجَادةِ الانتِظَار , وأشياءٌ تجسُ الأشتياق بِخوف.
أتنفسُ الثلاثون شَهراً وخَارج حُدودِ فقدي أكثر , أقضمُ الحِلم , وأفقعُ بالونةً الأماني .. " وأُصلي " !




.


ر , ح .
30 / 3 / 2009

الخميس، مارس 05، 2009

تَحريرُ نصف رئِة !

.

تنتابُني رغبة بالكثير من الحديث , أمنيّةٌ بصنعٍ هواء بينَ رأتان تُحاولان إدراكَ شيءٍ مِنَ السلام الخَارجي , الداخلي .

أني قنوعةٌ جِداً بتحريرٍ نصفِ رئةٍ , لكي أشعر بسلامٍ قليلاً .
أنّي أُؤمنُ أني مُجردُ أُنثى تُصابُ بِالخيبةٍ كُل سُتون ثانية وبيْنَ التكةٍ والتكة , أفكارٌ تزدحم ,
أنّي أُجيدُ التفكير أكثرَ من المُتعةِ بجانبِي الأُنثوي !
أُثرثِرُ بمشاغبةٍ مع أُمي في أمورٌ بَاليةٍ جِداً لِأجعَلها تبتسم , أكتشفُ بعد ذلك أنّي فَاشلةٌ كثيراً فِيْ رفعٍ شفاهها ووجنتيها , فَاشلةٍ فِيْ الكِتابة , فِيْ السيطرةٍ على مشاعري !
أُجيدُ العفويّة السَاذجة وهذا يضَعُنِيّْ فِي أكوامٍ من الموقف التي تَحتاجُ إلى ذاكرةٍ مِنْ صُلبٍ النسيانْ .
أُجيدُ شراء علب الألوان والفُرش والأقلام وأَوراق " أنكر " ,أتحسسُ أكثرَ المَلامحٍ , وأفشلُ فِيْ مسٍ ملامحي حتى على ورقةٍ دفترٍ عاديّة .!
أنّي أتساقطُ كُل يوم على أغلفةِ كُتُبِي ورواياتِي التي لَم أخذ منها سوى الإدمان على أكذوبَات عشق , والكثير من جرائم " أغَاثا " .!
أُقرِرُ كُل صباح أنْ أُغير بتسْرِيحةٍ شعرِي , وأنْ أُغيرَ مَقَرَ عَملِي , أشعرُ أنهما مسألتان مُرتبطَتان ببعض ولا أدْرِي لماذا ؟!
ولكني أعلم أن الأشياءً التي نتعلقُ بِها لا نسْتطيعُ تغيرَها حتى لو كَانت لا تُعجِبُنا !!
أتذكرُ قول صديقٌ لِي
أنّي فتاةٌ شقية , وكنتُ أعتقدُ ذلك لأنهَا مُكملة لِمُسمياتِ الأُنثى , ولكن الآن أرى أنّي فَاشلةِ بكل أشيائِي , فَهي بغيضة , مغَلولة , بائِسة ,عتيقة , تعيسة .

أكثرُ ما أُجِيدهُ هِي الأَمَانِي ..
تَمَنيتُ أن أكونَ تلك الفتاة السّيئة , التي لا تعرفُ حسن النيّة وتوزعَ الكثيرَ مِنْ ابتِساماتِ الشماتة !
فالطيبةُ لم تكنّ يوماً إلا أرهاقٌ فِيْ وَطنٍ ذاكرِتهُ سوداءْ ..
تَمنيتُ أنْ أُلصقَ المرض الذي فيني وأُحملهُ وِزرَ الأشياءٍ الشاقةٍ كُلها , دُونَ أن يُعزي صَدري كُل يوم !
تَمنيتُ أن أُدنس الماضي بِكبرياء شديد , وأن ألعنهُ كُلما سمعتُ يساري يتضخم .

أنّي أبَكِي بوشوشة , أَتوهَمُ زَيَارةً المَوتى اللذين رَحلوا بحينٍ دفء , ليصنعو أَوشَاماً على أجزائِي الحَاضرة !
أكرههُ السفَر وأودُ إِغلاق كُل السبلُ إليه , وإن كَانَ بِيدْي لأسقطتُ
" جوازِي " فِيْ أيِّ مُنْتَهى , ولعلمي أنهُ حِلمٌ لَنْ يتحقق ولو تَغَير كُل ماحولِي إلا فَجيعةُ السفر تبقَى مسألةً لا تُحل !
.
.

.
.


هل فعلاً نُقحِمُ الأشياءُ بِستِعجَالٍ دون إدْرَاكْ ؟!
هل لا نسْتطيع التمرغ بالأشياءٍ الجميلة دُونَ عَناء ؟!
هل تُفكرون لوهلة أنْ الأشياء المُتحركة قابلة للتوقفِ ذاتَ يوم , لِعطلٍ أو مرضٍ أو لأسبابِ أُخرى , وأن إِيمانها بِمُحركها سيُصبحُ غَير قَادِرٍ على الصُمودٍ طَويلاً ؟!


.