أنِّي عطشة والعَطشُ حُفرة فِيْ تَقَاطِيعٍ صَوتِي ..
وصَوتِي قَلِقٌ , خَائِفٌ مُمزقُ الصمتِ ..والصمتُ فِينِّي فُتات فُقراءٍ يُتماء الخُبْز .
مَاكَنتُ سأشيبُ وَفَوقَ الشيبٍ ضَحَايا , ومواسمٌ مِنْ مسْحَاتِ لِلماءٍ , أسْتَغِيثُ وَفِيْ نُقوشٍ
مَلامِحِي احتياجَاتِ , لاشتهَاءاتِ ..لعفويّةٍ , لِعَاشقاتِ يفضحهُنّ الحُب .
أَبَكِي وأُعيذُ بالله مِنْ حُزنِّي ..فالفَجرُ أنكسَرَ مَنْ أقتِرَافاتِ أشواقِي , وأنبزَغَاتِ الأشياءِ حَولِي تَسْألُونِي ؟
عَنْ مواسمِ دُموعِي كَيفَ لا مَستْ يَدَ أضلُعِي ..
وأضلُعِي تَنَاخَرت فِيْ جَسدي , وَخوفُ صَدرِي رِضاءُ قَبَيلَتِي ,ووجعِي عُقدُ ضفيرتِي .
وأعضائِي لَم تَعُد تَلتصِقُنِي ..حَينمَّا تَلَبدَ إسْمُكَ فِيْ رَعَشتِيّْ .
وَجَهِي يحتاجُ لأرضِّ, تشربُ ملَحَ مَدَائِن نَسْت هَويّتِي السَمراء .
ووهَنُّ أُمنياتِي تُؤلِمُنِي لِأني أُلقِي اللوم على عشراتِ الجِراح التي تتحركُ فَوقَ أظَافِري.
وأَصَابِعي تعدُ المَسفَات التِي تَحتاجُ إِلى النسْيان كَفَمِي القَارص .
في شفَتِي اشتِهَاءات مُنذُ المغيبِ إِلى أخرٍ رقصة مُتصلبة مَنْ لسعة الحنين .
في ملامحٍ وَقَتِي المُنهَك دَقةٌ تقَضمُ فُستانِي الأبيض وبعض الثِّياب المعلقة منذُ تشرين الذي فَاتْ !
فِيْ وحدتِي تَجيء كأنَمَا شيئان اعتراهُما الذوبَان , التجمد , الأنصهار , وكُل حَالاتِ الحَرَارة / بَاردٌ , حَارْ !
ضربتَ بذَاكِرَتِي أُحْجِيات أَرَدت التَوَضّأَ مِنْ مَائِكَ , نَارِكَ ...اللذان لا يَركدانْ!
فِيْ سمعِي أزدِحَامٌ مِنْ هواءٍ أَحاديثك , تَصَمُ أُذنِّاي عَنْ جَهنم وَ تَفتَحُ فُسحةً جَنَّة لا يملُكَها غَيرُكْ ..!
كَأنِّي لَيلٌ عَليل والليلُ سوادٌ سَميك , يشيبُ يَهرِمُ .. وأَنتْ بِسمائِكَ تتسعُ للِبَياض !
كَأنِّي عَجوزٌ يَسْتَعمرُها الموتُ بِبُطءٍ ويسترق ابتسامتها الصّلبة ليدفُنها بقبرٍ تشرين!
كَأنِّي عِندما تَنامُ عيونِي أرقةً فِيْ مَرقدي , لا أملكُ سِوى أقصى خُصّلاتِ شعري المُمتلئة مِنْ عُطُركَ , يَديكَ , وشوقٌ مُقتد !
وَ مَرَّ تَشرِينْ ..
يَسْتَنشِقُ الرِياح .. وَمَناقِيرٍ الحَمامْ .
تتَرَقبُ مَاقَبلَ أشَهُرٍ
وَرُبمَّا مَاقَبلَ عَامْ .!
مَرَّ تَشرِينْ ...
وَأكتَظّت الغَصّة عَلى .. قَميصٍ عشقْ !
بذَنبِ يغَسلُ القَصائِدَ الدَاكِنةْ !
مَرَّ تَشرِينْ ..
وكَتَرقُبٍ الَصلاةٍ فِيْ عَودةٍ يُوُسفُ ..
أترقبُ .. مَغيبَ الدّرُوبْ ..!
وآناي تُمشِطُ أَحزَانَ مَاءٍ البئِرْ !
كَيفَ يَتسأَلونْ عَنْ جِيدٍ اِمرَأْةٍ
لا تُرَيدُ رَيقَ رَجُلْ ..!
وكْيفَ تَخِِيبُ بَيْنَ الرَملٍ ..
ضفائِرٌ أمتطَتْ أَحْلاماً مُمكِنْة !
تَمتَدُ كَملِحٍ بَحَرٍ ..
وَجسَدٍ زَبَدْ !
وَنَوَارِسَ تَحْتَفِلُ بِكُلِّ الأَزمْنة !
مَرَّ تَشرينْ ..
وَفِيْ المَدينة ..
شَّوارع تَنطِقُ خَلفَ الضبابْ .
تَنثِرُ على الرَصِيفٍ أَنْفَاسُ دَمِيّْ !
وَبِنِهَايةٍ الطُّرق .. أَظَنُّ الحُزنَ فِيني مُنتَشِرْ .
يَتَراقصُ فيَّ الفَرحٍ , لَكنْ لا يَرَانِي !
لعَلَّ طَفلِي آعمى حَدَّ الأرقْ .
تَكبد عَناءُ عُمرٍ مضى !
فَكيفَ يا دَهالِيزي يَشيبُ صَغيري ويَحْتَرِقْ ؟!
مَرَّ تَشرِينْ ...
وَأَنا اسألُنِي كَثيراً ؟!
أَمرُّ بِصّمتٍ الغَيَابْ ,
أَتركُ ذَاكِرةً دَمِيّْ ,
وَأرضُ الفُصّولْ ,
وَأشيَائِي العَطشى.,رَهَنُّ مَساءٍ ثَقٍِيلْ .. لا يَعرِفُ الَسَبِيلْ !
كَأنَ العِظَامَ التِي فِيني تَنتَظِرُ " مَاءْ " !
أَدّثِرنِي فِيْ لَحنٍ اليَتامى ..
أطَبَعنِي على قَصائِدٍ الغِناءْ ..
وَأسمعَ قَوَافِلَ البُكَاءْ ..
وَريح الجُوعْ ..
وَجَسدُ العَزاءْ ,,
أيقظنِيّْ فِيكَ حدَّ العَراءْ !
وَمَارسَ وَحدكَ تَشرينَ ..
وَأكتُب عَلى قَامَتِي ..
[ مَررتُ يَا شقيِّةً النِساءْ ] !
وأنِّي أصدقُ العشق لِكُلِّ الَعارِجينْ ..
بِحُزنٍ رِفَاقِي , صِغَارِي ..والياسَمينْ !
بِتَمتَمةٍ شَهيدْ كَفَرتْ فِيهِ الحَياةْ!
بِوطنٍ يَحلِمُ باليلةٍ عُرسِهْ !
وَبَيْنَ الفَقَدِ وَحَنينُ الشِتاءْ ,,
وَجه يَشتَهِيْ مُمارساتِ تَشرِينكْ !
وَلوْ كَانْ فَاراغاً مَنْ المَدائِنْ !
فَالقَادِمُ مَنكْ .. شدوٌ ..
كَصوتٍ نَبِيّْ يَتَعرى لِصلاةْ !
فِيْ جَبِين ذَاكِرَاتِي أحَتَفِظُك وأنِّي لَنْ أَحِيدَ وَلَنْ أخُونكْ .!
فمَا أَحوجنِي لقدرٍ لا يضيقُ ولا يُخبئنِي تَحَت وعودٌ بَالية لَها حينُها لتُصفف رَسْائلاً مريضّة , هواؤها يغفو كَسنةِ تشرين التي وعَدتِني بِهَا ولَم نلتقِي !
فَما أحوجنِي لِفنجانٍ شاي أشربهُ دُفعةٌ واحِدة وأضحك .. و لا أقسمهُ على ثلاثٍ رشفَاتِ و لا أكثر ..لأكون سيدةٍ أنيقة تُطبقُ الأتكيت فِي حَديقةٍ السُورٍ الخلفية .
فما أحوجنِي لفصّل الشِتاء دُون غَيرها مِنْ الفُصول , أكلُ التُفَاح الأخضّر بَعَدَ أن نضج على يديكَ , لِتُخبِرني كَم أبدو جَميلة !
فَما أحوجنِي أن لا آتيه فِيْ الجِهَاتِ الأربع وفِيْ الوقتِ المُتأخر بَعَد الثانية عشر ومُنتصف فَقد , وانطِفَاءٌ خَاثر على سُجَادةِ الانتِظَار , وأشياءٌ تجسُ الأشتياق بِخوف.
أتنفسُ الثلاثون شَهراً وخَارج حُدودِ فقدي أكثر , أقضمُ الحِلم , وأفقعُ بالونةً الأماني .. " وأُصلي " !
.
ر , ح .
30 / 3 / 2009
30 / 3 / 2009