الأربعاء، أغسطس 20، 2008

! [ وَكان ] !







أُحاولُ لعق الجراح .. مع ليلٍ أصم , سائِد , مجنون , مسكون , ببعضٍ ثمالةٍ اللقاءٍ القديم .. أُحاولُ أن أتعلم من القدرٍ .. كيف يُنسيني ذاكرتِي المُتصدعة .. حين تندلقُ منها خيباتُ العُمر .. فهي / مُتتاليةُ التألم / عقيمةُ الفرح / مُشتهيةُ العاطفة !

وَ
كان ..
كعويلٍ خيطٍ رقيق , يخشى على نفسهٍ أن يُفصل من حُضنٍ الصوف !
أحتسيهِ شتاءً لُيطفئ البرد .. أتلحفهُ على ومضٍ ... وأمضي
أُشاهد شفاةً الغجر ..
وهي تجمع قلوبها العارية بالأغاني , تستطعمها لينزل رزقُ السماء ..
وأضع بها / شال المطر !
. وَ
كان
أجمل .. حين لا يعني شيء .. سوى صدى نبضٍ يحكي ألفَ دمعةٍ من ذكرى وأنينِ بنفسج يُصافحُ السماء .. يشتكي نظرات الأرواح واحتضارٍ الصبر .. وبعض الابتسامةٍ بوجهٍ نوارسٍ تشقُ فجر الطريق ! تُعري بزوغ الصباحٍ , لعل الأحلام المُتوحشة .. تكونُ أكثر جمالاً .!
.
وَ
كان رفيقي ...
يودُّ أن يشنق الأخبار الكاذبة ..
يسألني كُل مرّةٌ عن غرابةٍ من حولي ؟
كيف يصنعون من مدينةٍ الأطفال , قلوباً ميته ؟
وكيف يُشعلون ما بأوطانهم من غياب يحتضن ملامح الذئاب ؟
ويكتبون مليون لعنةً على نبوءةٍ لازالت بأنظارهم كذبة مشنوقة ؟
. وَ
كان
بالعيدٍ.. ينثرني لأحُك أمنياتي .. وأقذفها ببحيرةٍ حمراء .. يسكنُها وهنُ الأجساد المُغادرة .. يضحكُ عليّ / عندما ألتقطُ أنفاسَ الألوانٍ الخضراء من حولها .. فيرتشفُ لوحدهٍ الدم المُندلق حزنٌ .. مُذ بكاءٍ الأُمنية .. إلى رشفةِ الرحيل .. وتصعدُ ملامحه المُتعبة إلى السماء .. وأنكس بقايا الذكرى على رصيفِ يتنفسُ جمراً ..!
و
كان
هنا يومٌ ورحل .. فمن يبكي بدل الغيمةٍ الحُبلى .. ومن يهوى على قُفازةٍ الشتاء لِتُدفء أصابعَ الذاكرة .. ومن يصنعُ من الضلعٍ المُهشمٍ فرح أخضر .. أيا / من كُنت .. تُرفعُ دُجنةً الأوجهٍ سعادةٌ .. لن تضمحل جنةُ الوطن , ولو ألتقينا بعد خمسين عامٌ .. فهذا لا يعني أنك كُنت وتذهب !! بل/ كُنت لأحفرَ من الليالي الطوال .. عشرات الخيبات .. وأمضي بملامحٍ تحملها جثة .!!





الريم ..
16 /4 / 2008

.
.


ليست هناك تعليقات: