الخميس، مارس 05، 2009

تَحريرُ نصف رئِة !

.

تنتابُني رغبة بالكثير من الحديث , أمنيّةٌ بصنعٍ هواء بينَ رأتان تُحاولان إدراكَ شيءٍ مِنَ السلام الخَارجي , الداخلي .

أني قنوعةٌ جِداً بتحريرٍ نصفِ رئةٍ , لكي أشعر بسلامٍ قليلاً .
أنّي أُؤمنُ أني مُجردُ أُنثى تُصابُ بِالخيبةٍ كُل سُتون ثانية وبيْنَ التكةٍ والتكة , أفكارٌ تزدحم ,
أنّي أُجيدُ التفكير أكثرَ من المُتعةِ بجانبِي الأُنثوي !
أُثرثِرُ بمشاغبةٍ مع أُمي في أمورٌ بَاليةٍ جِداً لِأجعَلها تبتسم , أكتشفُ بعد ذلك أنّي فَاشلةٌ كثيراً فِيْ رفعٍ شفاهها ووجنتيها , فَاشلةٍ فِيْ الكِتابة , فِيْ السيطرةٍ على مشاعري !
أُجيدُ العفويّة السَاذجة وهذا يضَعُنِيّْ فِي أكوامٍ من الموقف التي تَحتاجُ إلى ذاكرةٍ مِنْ صُلبٍ النسيانْ .
أُجيدُ شراء علب الألوان والفُرش والأقلام وأَوراق " أنكر " ,أتحسسُ أكثرَ المَلامحٍ , وأفشلُ فِيْ مسٍ ملامحي حتى على ورقةٍ دفترٍ عاديّة .!
أنّي أتساقطُ كُل يوم على أغلفةِ كُتُبِي ورواياتِي التي لَم أخذ منها سوى الإدمان على أكذوبَات عشق , والكثير من جرائم " أغَاثا " .!
أُقرِرُ كُل صباح أنْ أُغير بتسْرِيحةٍ شعرِي , وأنْ أُغيرَ مَقَرَ عَملِي , أشعرُ أنهما مسألتان مُرتبطَتان ببعض ولا أدْرِي لماذا ؟!
ولكني أعلم أن الأشياءً التي نتعلقُ بِها لا نسْتطيعُ تغيرَها حتى لو كَانت لا تُعجِبُنا !!
أتذكرُ قول صديقٌ لِي
أنّي فتاةٌ شقية , وكنتُ أعتقدُ ذلك لأنهَا مُكملة لِمُسمياتِ الأُنثى , ولكن الآن أرى أنّي فَاشلةِ بكل أشيائِي , فَهي بغيضة , مغَلولة , بائِسة ,عتيقة , تعيسة .

أكثرُ ما أُجِيدهُ هِي الأَمَانِي ..
تَمَنيتُ أن أكونَ تلك الفتاة السّيئة , التي لا تعرفُ حسن النيّة وتوزعَ الكثيرَ مِنْ ابتِساماتِ الشماتة !
فالطيبةُ لم تكنّ يوماً إلا أرهاقٌ فِيْ وَطنٍ ذاكرِتهُ سوداءْ ..
تَمنيتُ أنْ أُلصقَ المرض الذي فيني وأُحملهُ وِزرَ الأشياءٍ الشاقةٍ كُلها , دُونَ أن يُعزي صَدري كُل يوم !
تَمنيتُ أن أُدنس الماضي بِكبرياء شديد , وأن ألعنهُ كُلما سمعتُ يساري يتضخم .

أنّي أبَكِي بوشوشة , أَتوهَمُ زَيَارةً المَوتى اللذين رَحلوا بحينٍ دفء , ليصنعو أَوشَاماً على أجزائِي الحَاضرة !
أكرههُ السفَر وأودُ إِغلاق كُل السبلُ إليه , وإن كَانَ بِيدْي لأسقطتُ
" جوازِي " فِيْ أيِّ مُنْتَهى , ولعلمي أنهُ حِلمٌ لَنْ يتحقق ولو تَغَير كُل ماحولِي إلا فَجيعةُ السفر تبقَى مسألةً لا تُحل !
.
.

.
.


هل فعلاً نُقحِمُ الأشياءُ بِستِعجَالٍ دون إدْرَاكْ ؟!
هل لا نسْتطيع التمرغ بالأشياءٍ الجميلة دُونَ عَناء ؟!
هل تُفكرون لوهلة أنْ الأشياء المُتحركة قابلة للتوقفِ ذاتَ يوم , لِعطلٍ أو مرضٍ أو لأسبابِ أُخرى , وأن إِيمانها بِمُحركها سيُصبحُ غَير قَادِرٍ على الصُمودٍ طَويلاً ؟!


.

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

في الحقيقه ياريم أنتِ مختلفة جداً ولا ادري أين يوجد الاختلاف ولكن نادر أن ترى أنثى تحاصرك في كل شيء حتى في لغتها بالنصوص
أنتِ رائعة ورائعة ورائعه
واصلي تنفسكِ ولكن جدي المكان النقيّ :)

غير معرف يقول...

كمن يجمع الكلمات، ويعطيها مستحقيها، كتبتِ يا أستاذتي الريم.. كعشبة خضراء جميلة تمدّنا بالحياة، وتدلّنا على خيراتها أبدا..
كتبتِ ونضحت بأرواحنا حرير المداد..

قرأتُ بذات المتعة التي عبرت للبحث عنها..

لقد تحررت رئتي جيدا هنا ..


ودي

جابر مدخلي

غير معرف يقول...

أهلاً وتحيّه .
دائماً ما نبحث عن التحرير من ربع رئة أو نصفها , لا نطمع بالرئة كاملة , لأنها قد ترتبط بشيءٍ قليل , فنترك الإرتباط في نصفٍ آخر .

" ذُهلت من العنوان "
أتى بعدة أمور , ( فنّ , جذب القارئ لسردٍ ما , ذكاء الكاتبة , مفردة الرئة ذات وقع أجمل وأكبر ) .




نعم , إن الريمَ هُنا .
ممتعة لحد ضوء الشمس , وزرقة السمآء .
جميلة يا ريم .








" بندر الحربي "

غير معرف يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لازلت أنتظر ايميلك هنا يا الريم ليتم ارسال بيانات دخولك إليه

http://www.malroh.com/vb/forumdisplay.php?f=14

غير معرف يقول...

ايتها الريم ان الحرف منك يعني تفاصيل الحزن والفرح كلها تعابير كثيره
تتحدثين لنشعر انك تكتبين ادق اشياءنا

اتعلمين ان الجمال مولد منك؟
ابقي وفيه ياوفية
Nasser