الثلاثاء، مارس 31، 2009

[! تَشرِين وأشيائِيّْ !]


أنِّي عطشة والعَطشُ حُفرة فِيْ تَقَاطِيعٍ صَوتِي ..
وصَوتِي قَلِقٌ , خَائِفٌ مُمزقُ الصمتِ ..والصمتُ فِينِّي فُتات فُقراءٍ يُتماء الخُبْز .
مَاكَنتُ سأشيبُ وَفَوقَ الشيبٍ ضَحَايا , ومواسمٌ مِنْ مسْحَاتِ لِلماءٍ , أسْتَغِيثُ وَفِيْ نُقوشٍ
مَلامِحِي احتياجَاتِ , لاشتهَاءاتِ ..لعفويّةٍ , لِعَاشقاتِ يفضحهُنّ الحُب .
أَبَكِي وأُعيذُ بالله مِنْ حُزنِّي ..فالفَجرُ أنكسَرَ مَنْ أقتِرَافاتِ أشواقِي , وأنبزَغَاتِ الأشياءِ حَولِي تَسْألُونِي ؟
عَنْ مواسمِ دُموعِي كَيفَ لا مَستْ يَدَ أضلُعِي ..
وأضلُعِي تَنَاخَرت فِيْ جَسدي , وَخوفُ صَدرِي رِضاءُ قَبَيلَتِي ,ووجعِي عُقدُ ضفيرتِي .
وأعضائِي لَم تَعُد تَلتصِقُنِي ..حَينمَّا تَلَبدَ إسْمُكَ فِيْ رَعَشتِيّْ .
وَجَهِي يحتاجُ لأرضِّ, تشربُ ملَحَ مَدَائِن نَسْت هَويّتِي السَمراء .
ووهَنُّ أُمنياتِي تُؤلِمُنِي لِأني أُلقِي اللوم على عشراتِ الجِراح التي تتحركُ فَوقَ أظَافِري.
وأَصَابِعي تعدُ المَسفَات التِي تَحتاجُ إِلى النسْيان كَفَمِي القَارص .

في شفَتِي اشتِهَاءات مُنذُ المغيبِ إِلى أخرٍ رقصة مُتصلبة مَنْ لسعة الحنين .
في ملامحٍ وَقَتِي المُنهَك دَقةٌ تقَضمُ فُستانِي الأبيض وبعض الثِّياب المعلقة منذُ تشرين الذي فَاتْ !
فِيْ وحدتِي تَجيء كأنَمَا شيئان اعتراهُما الذوبَان , التجمد , الأنصهار , وكُل حَالاتِ الحَرَارة / بَاردٌ , حَارْ !
ضربتَ بذَاكِرَتِي أُحْجِيات أَرَدت التَوَضّأَ مِنْ مَائِكَ , نَارِكَ ...اللذان لا يَركدانْ!
فِيْ سمعِي أزدِحَامٌ مِنْ هواءٍ أَحاديثك , تَصَمُ أُذنِّاي عَنْ جَهنم وَ تَفتَحُ فُسحةً جَنَّة لا يملُكَها غَيرُكْ ..!
كَأنِّي لَيلٌ عَليل والليلُ سوادٌ سَميك , يشيبُ يَهرِمُ .. وأَنتْ بِسمائِكَ تتسعُ للِبَياض !
كَأنِّي عَجوزٌ يَسْتَعمرُها الموتُ بِبُطءٍ ويسترق ابتسامتها الصّلبة ليدفُنها بقبرٍ تشرين!
كَأنِّي عِندما تَنامُ عيونِي أرقةً فِيْ مَرقدي , لا أملكُ سِوى أقصى خُصّلاتِ شعري المُمتلئة مِنْ عُطُركَ , يَديكَ , وشوقٌ مُقتد !

وَ مَرَّ تَشرِينْ ..
يَسْتَنشِقُ الرِياح .. وَمَناقِيرٍ الحَمامْ .
تتَرَقبُ مَاقَبلَ أشَهُرٍ
وَرُبمَّا مَاقَبلَ عَامْ .!
مَرَّ تَشرِينْ ...
وَأكتَظّت الغَصّة عَلى .. قَميصٍ عشقْ !
بذَنبِ يغَسلُ القَصائِدَ الدَاكِنةْ !
مَرَّ تَشرِينْ ..
وكَتَرقُبٍ الَصلاةٍ فِيْ عَودةٍ يُوُسفُ ..
أترقبُ .. مَغيبَ الدّرُوبْ ..!
وآناي تُمشِطُ أَحزَانَ مَاءٍ البئِرْ !
كَيفَ يَتسأَلونْ عَنْ جِيدٍ اِمرَأْةٍ
لا تُرَيدُ رَيقَ رَجُلْ ..!
وكْيفَ تَخِِيبُ بَيْنَ الرَملٍ ..
ضفائِرٌ أمتطَتْ أَحْلاماً مُمكِنْة !
تَمتَدُ كَملِحٍ بَحَرٍ ..
وَجسَدٍ زَبَدْ !
وَنَوَارِسَ تَحْتَفِلُ بِكُلِّ الأَزمْنة !
مَرَّ تَشرينْ ..
وَفِيْ المَدينة ..
شَّوارع تَنطِقُ خَلفَ الضبابْ .
تَنثِرُ على الرَصِيفٍ أَنْفَاسُ دَمِيّْ !
وَبِنِهَايةٍ الطُّرق .. أَظَنُّ الحُزنَ فِيني مُنتَشِرْ .
يَتَراقصُ فيَّ الفَرحٍ , لَكنْ لا يَرَانِي !
لعَلَّ طَفلِي آعمى حَدَّ الأرقْ .
تَكبد عَناءُ عُمرٍ مضى !
فَكيفَ يا دَهالِيزي يَشيبُ صَغيري ويَحْتَرِقْ ؟!
مَرَّ تَشرِينْ ...
وَأَنا اسألُنِي كَثيراً ؟!
أَمرُّ بِصّمتٍ الغَيَابْ ,
أَتركُ ذَاكِرةً دَمِيّْ ,
وَأرضُ الفُصّولْ ,
وَأشيَائِي العَطشى.,رَهَنُّ مَساءٍ ثَقٍِيلْ .. لا يَعرِفُ الَسَبِيلْ !
كَأنَ العِظَامَ التِي فِيني تَنتَظِرُ " مَاءْ " !
أَدّثِرنِي فِيْ لَحنٍ اليَتامى ..
أطَبَعنِي على قَصائِدٍ الغِناءْ ..
وَأسمعَ قَوَافِلَ البُكَاءْ ..
وَريح الجُوعْ ..
وَجَسدُ العَزاءْ ,,
أيقظنِيّْ فِيكَ حدَّ العَراءْ !
وَمَارسَ وَحدكَ تَشرينَ ..
وَأكتُب عَلى قَامَتِي ..
[ مَررتُ يَا شقيِّةً النِساءْ ] !
وأنِّي أصدقُ العشق لِكُلِّ الَعارِجينْ ..
بِحُزنٍ رِفَاقِي , صِغَارِي ..والياسَمينْ !
بِتَمتَمةٍ شَهيدْ كَفَرتْ فِيهِ الحَياةْ!
بِوطنٍ يَحلِمُ باليلةٍ عُرسِهْ !
وَبَيْنَ الفَقَدِ وَحَنينُ الشِتاءْ ,,
وَجه يَشتَهِيْ مُمارساتِ تَشرِينكْ !
وَلوْ كَانْ فَاراغاً مَنْ المَدائِنْ !
فَالقَادِمُ مَنكْ .. شدوٌ ..
كَصوتٍ نَبِيّْ يَتَعرى لِصلاةْ !


فِيْ جَبِين ذَاكِرَاتِي أحَتَفِظُك وأنِّي لَنْ أَحِيدَ وَلَنْ أخُونكْ .!
فمَا أَحوجنِي لقدرٍ لا يضيقُ ولا يُخبئنِي تَحَت وعودٌ بَالية لَها حينُها لتُصفف رَسْائلاً مريضّة , هواؤها يغفو كَسنةِ تشرين التي وعَدتِني بِهَا ولَم نلتقِي !
فَما أحوجنِي لِفنجانٍ شاي أشربهُ دُفعةٌ واحِدة وأضحك .. و لا أقسمهُ على ثلاثٍ رشفَاتِ و لا أكثر ..لأكون سيدةٍ أنيقة تُطبقُ الأتكيت فِي حَديقةٍ السُورٍ الخلفية .
فما أحوجنِي لفصّل الشِتاء دُون غَيرها مِنْ الفُصول , أكلُ التُفَاح الأخضّر بَعَدَ أن نضج على يديكَ , لِتُخبِرني كَم أبدو جَميلة !
فَما أحوجنِي أن لا آتيه فِيْ الجِهَاتِ الأربع وفِيْ الوقتِ المُتأخر بَعَد الثانية عشر ومُنتصف فَقد , وانطِفَاءٌ خَاثر على سُجَادةِ الانتِظَار , وأشياءٌ تجسُ الأشتياق بِخوف.
أتنفسُ الثلاثون شَهراً وخَارج حُدودِ فقدي أكثر , أقضمُ الحِلم , وأفقعُ بالونةً الأماني .. " وأُصلي " !




.


ر , ح .
30 / 3 / 2009

هناك 5 تعليقات:

محمد يقول...

ٌلتدوم صلواتك..

بعد هذه المقطوعه التي يعزفها الصدق علي لحن الانتظار..

نص فاخر اختزل الكثير من المشاهد الصادقه (جدا)


أجلال لقلمك

Nasser يقول...

أَعُوْذُ بِرَبِّ الفَلَقْ
هذا ماتحتاجه الريم والكثير من الدعوات حماك الله ياشقية
Nasser

يوسف السعيد يقول...

عُـذرآ سيدتيƸ̴Ӂ̴Ʒ ●●

"[!إبريـلّ هذا!]"

أَجدُ مُمُزقـاتي تَجوب حواس الشعر / بنصٍ سمائگ
أًجبرني على إرتداء بيدائي / صيفي رؤياك

*
/

سمي هذا ما شئتي
فقد رئيـت مفقـوداتي


● ● ●


لكِ ما بقّ من وديَ

بندر الحربي يقول...

أهلاً بسرد النبوّه .
يا صفوة الحرفِ أنتِ , ورسولة المشاعر سواءاً جميلة أو قد تكون أجمل , لولا ظروفٍ قد باغتت نبضُكِ المتعالي شعوراً .
هُنا رأيت تشرين , حكاية أنثى تعدت ما قد وصل إليه الأدب العربي في ترجمة مشاعر شهرٍ عابر في كلامٍ ليس بعابر .
هُنا ملحمة , أراها كتاب كامل يُضاف لقوائم الكتب الأدبية في سجل العرب , الكتب التي تستحق أن ترتقيّ لهكذا نص وهكذا سرد التفّ بيّ , كإعصارٍ لم أحسب خطواته وسرعته , لم أراهُ سوى نبض قد أتى متسارعاً خوفاً من التوقف , لا توقف يا ريم , فأنتِ ابتسامةُ القدر وأنفاس الأرض , وأنامل السماء , يا ذات اليوسف والسعود , يا نورة الحرفِ عندما ينهض في سفرٍ لتلك الديار .
لم أكن هُنا سوى مثرثر بصفة رجل لا ذكر , إن أحببتِ فلكِ نبض أمي يأتي فداءاً لتشرينُكِ العظيم , وأشيائُكِ الأعظم الأكبر .


الريم الحربي .
لا أعتقد بأن السماء تودُّ غيركِ ملاكاً وملكة , لأن الوحيّ هو حرف , وها أنتِ تستقبلين الوحي لترجمته كما تنبغي الرسالة , ممتعة يا ريم .:)

الَريٍّمْ :- يقول...

محمد
حضّورٌ جلّي ومفرحٌ لي
لاحرمت من زيارتكْ

.


ناصر
تُسعدني جداً
وحماكَ الرب كذلك

.

الفيصل
يا آهلاً بك
حضّورٌ أوّل يُفرحني

.


بندر
تعلم يا ابن العم أنِّي دائماً ما أتسأل , هل أنا أكذّب وأنا أكتب ؟
الكثير يروني أبالغ في حالة التصوير !
للحقيقة لا أعلم ؟؟
آهلاً بابن حرب

.