الثلاثاء، مارس 31، 2009

[! تَشرِين وأشيائِيّْ !]


أنِّي عطشة والعَطشُ حُفرة فِيْ تَقَاطِيعٍ صَوتِي ..
وصَوتِي قَلِقٌ , خَائِفٌ مُمزقُ الصمتِ ..والصمتُ فِينِّي فُتات فُقراءٍ يُتماء الخُبْز .
مَاكَنتُ سأشيبُ وَفَوقَ الشيبٍ ضَحَايا , ومواسمٌ مِنْ مسْحَاتِ لِلماءٍ , أسْتَغِيثُ وَفِيْ نُقوشٍ
مَلامِحِي احتياجَاتِ , لاشتهَاءاتِ ..لعفويّةٍ , لِعَاشقاتِ يفضحهُنّ الحُب .
أَبَكِي وأُعيذُ بالله مِنْ حُزنِّي ..فالفَجرُ أنكسَرَ مَنْ أقتِرَافاتِ أشواقِي , وأنبزَغَاتِ الأشياءِ حَولِي تَسْألُونِي ؟
عَنْ مواسمِ دُموعِي كَيفَ لا مَستْ يَدَ أضلُعِي ..
وأضلُعِي تَنَاخَرت فِيْ جَسدي , وَخوفُ صَدرِي رِضاءُ قَبَيلَتِي ,ووجعِي عُقدُ ضفيرتِي .
وأعضائِي لَم تَعُد تَلتصِقُنِي ..حَينمَّا تَلَبدَ إسْمُكَ فِيْ رَعَشتِيّْ .
وَجَهِي يحتاجُ لأرضِّ, تشربُ ملَحَ مَدَائِن نَسْت هَويّتِي السَمراء .
ووهَنُّ أُمنياتِي تُؤلِمُنِي لِأني أُلقِي اللوم على عشراتِ الجِراح التي تتحركُ فَوقَ أظَافِري.
وأَصَابِعي تعدُ المَسفَات التِي تَحتاجُ إِلى النسْيان كَفَمِي القَارص .

في شفَتِي اشتِهَاءات مُنذُ المغيبِ إِلى أخرٍ رقصة مُتصلبة مَنْ لسعة الحنين .
في ملامحٍ وَقَتِي المُنهَك دَقةٌ تقَضمُ فُستانِي الأبيض وبعض الثِّياب المعلقة منذُ تشرين الذي فَاتْ !
فِيْ وحدتِي تَجيء كأنَمَا شيئان اعتراهُما الذوبَان , التجمد , الأنصهار , وكُل حَالاتِ الحَرَارة / بَاردٌ , حَارْ !
ضربتَ بذَاكِرَتِي أُحْجِيات أَرَدت التَوَضّأَ مِنْ مَائِكَ , نَارِكَ ...اللذان لا يَركدانْ!
فِيْ سمعِي أزدِحَامٌ مِنْ هواءٍ أَحاديثك , تَصَمُ أُذنِّاي عَنْ جَهنم وَ تَفتَحُ فُسحةً جَنَّة لا يملُكَها غَيرُكْ ..!
كَأنِّي لَيلٌ عَليل والليلُ سوادٌ سَميك , يشيبُ يَهرِمُ .. وأَنتْ بِسمائِكَ تتسعُ للِبَياض !
كَأنِّي عَجوزٌ يَسْتَعمرُها الموتُ بِبُطءٍ ويسترق ابتسامتها الصّلبة ليدفُنها بقبرٍ تشرين!
كَأنِّي عِندما تَنامُ عيونِي أرقةً فِيْ مَرقدي , لا أملكُ سِوى أقصى خُصّلاتِ شعري المُمتلئة مِنْ عُطُركَ , يَديكَ , وشوقٌ مُقتد !

وَ مَرَّ تَشرِينْ ..
يَسْتَنشِقُ الرِياح .. وَمَناقِيرٍ الحَمامْ .
تتَرَقبُ مَاقَبلَ أشَهُرٍ
وَرُبمَّا مَاقَبلَ عَامْ .!
مَرَّ تَشرِينْ ...
وَأكتَظّت الغَصّة عَلى .. قَميصٍ عشقْ !
بذَنبِ يغَسلُ القَصائِدَ الدَاكِنةْ !
مَرَّ تَشرِينْ ..
وكَتَرقُبٍ الَصلاةٍ فِيْ عَودةٍ يُوُسفُ ..
أترقبُ .. مَغيبَ الدّرُوبْ ..!
وآناي تُمشِطُ أَحزَانَ مَاءٍ البئِرْ !
كَيفَ يَتسأَلونْ عَنْ جِيدٍ اِمرَأْةٍ
لا تُرَيدُ رَيقَ رَجُلْ ..!
وكْيفَ تَخِِيبُ بَيْنَ الرَملٍ ..
ضفائِرٌ أمتطَتْ أَحْلاماً مُمكِنْة !
تَمتَدُ كَملِحٍ بَحَرٍ ..
وَجسَدٍ زَبَدْ !
وَنَوَارِسَ تَحْتَفِلُ بِكُلِّ الأَزمْنة !
مَرَّ تَشرينْ ..
وَفِيْ المَدينة ..
شَّوارع تَنطِقُ خَلفَ الضبابْ .
تَنثِرُ على الرَصِيفٍ أَنْفَاسُ دَمِيّْ !
وَبِنِهَايةٍ الطُّرق .. أَظَنُّ الحُزنَ فِيني مُنتَشِرْ .
يَتَراقصُ فيَّ الفَرحٍ , لَكنْ لا يَرَانِي !
لعَلَّ طَفلِي آعمى حَدَّ الأرقْ .
تَكبد عَناءُ عُمرٍ مضى !
فَكيفَ يا دَهالِيزي يَشيبُ صَغيري ويَحْتَرِقْ ؟!
مَرَّ تَشرِينْ ...
وَأَنا اسألُنِي كَثيراً ؟!
أَمرُّ بِصّمتٍ الغَيَابْ ,
أَتركُ ذَاكِرةً دَمِيّْ ,
وَأرضُ الفُصّولْ ,
وَأشيَائِي العَطشى.,رَهَنُّ مَساءٍ ثَقٍِيلْ .. لا يَعرِفُ الَسَبِيلْ !
كَأنَ العِظَامَ التِي فِيني تَنتَظِرُ " مَاءْ " !
أَدّثِرنِي فِيْ لَحنٍ اليَتامى ..
أطَبَعنِي على قَصائِدٍ الغِناءْ ..
وَأسمعَ قَوَافِلَ البُكَاءْ ..
وَريح الجُوعْ ..
وَجَسدُ العَزاءْ ,,
أيقظنِيّْ فِيكَ حدَّ العَراءْ !
وَمَارسَ وَحدكَ تَشرينَ ..
وَأكتُب عَلى قَامَتِي ..
[ مَررتُ يَا شقيِّةً النِساءْ ] !
وأنِّي أصدقُ العشق لِكُلِّ الَعارِجينْ ..
بِحُزنٍ رِفَاقِي , صِغَارِي ..والياسَمينْ !
بِتَمتَمةٍ شَهيدْ كَفَرتْ فِيهِ الحَياةْ!
بِوطنٍ يَحلِمُ باليلةٍ عُرسِهْ !
وَبَيْنَ الفَقَدِ وَحَنينُ الشِتاءْ ,,
وَجه يَشتَهِيْ مُمارساتِ تَشرِينكْ !
وَلوْ كَانْ فَاراغاً مَنْ المَدائِنْ !
فَالقَادِمُ مَنكْ .. شدوٌ ..
كَصوتٍ نَبِيّْ يَتَعرى لِصلاةْ !


فِيْ جَبِين ذَاكِرَاتِي أحَتَفِظُك وأنِّي لَنْ أَحِيدَ وَلَنْ أخُونكْ .!
فمَا أَحوجنِي لقدرٍ لا يضيقُ ولا يُخبئنِي تَحَت وعودٌ بَالية لَها حينُها لتُصفف رَسْائلاً مريضّة , هواؤها يغفو كَسنةِ تشرين التي وعَدتِني بِهَا ولَم نلتقِي !
فَما أحوجنِي لِفنجانٍ شاي أشربهُ دُفعةٌ واحِدة وأضحك .. و لا أقسمهُ على ثلاثٍ رشفَاتِ و لا أكثر ..لأكون سيدةٍ أنيقة تُطبقُ الأتكيت فِي حَديقةٍ السُورٍ الخلفية .
فما أحوجنِي لفصّل الشِتاء دُون غَيرها مِنْ الفُصول , أكلُ التُفَاح الأخضّر بَعَدَ أن نضج على يديكَ , لِتُخبِرني كَم أبدو جَميلة !
فَما أحوجنِي أن لا آتيه فِيْ الجِهَاتِ الأربع وفِيْ الوقتِ المُتأخر بَعَد الثانية عشر ومُنتصف فَقد , وانطِفَاءٌ خَاثر على سُجَادةِ الانتِظَار , وأشياءٌ تجسُ الأشتياق بِخوف.
أتنفسُ الثلاثون شَهراً وخَارج حُدودِ فقدي أكثر , أقضمُ الحِلم , وأفقعُ بالونةً الأماني .. " وأُصلي " !




.


ر , ح .
30 / 3 / 2009

الخميس، مارس 05، 2009

تَحريرُ نصف رئِة !

.

تنتابُني رغبة بالكثير من الحديث , أمنيّةٌ بصنعٍ هواء بينَ رأتان تُحاولان إدراكَ شيءٍ مِنَ السلام الخَارجي , الداخلي .

أني قنوعةٌ جِداً بتحريرٍ نصفِ رئةٍ , لكي أشعر بسلامٍ قليلاً .
أنّي أُؤمنُ أني مُجردُ أُنثى تُصابُ بِالخيبةٍ كُل سُتون ثانية وبيْنَ التكةٍ والتكة , أفكارٌ تزدحم ,
أنّي أُجيدُ التفكير أكثرَ من المُتعةِ بجانبِي الأُنثوي !
أُثرثِرُ بمشاغبةٍ مع أُمي في أمورٌ بَاليةٍ جِداً لِأجعَلها تبتسم , أكتشفُ بعد ذلك أنّي فَاشلةٌ كثيراً فِيْ رفعٍ شفاهها ووجنتيها , فَاشلةٍ فِيْ الكِتابة , فِيْ السيطرةٍ على مشاعري !
أُجيدُ العفويّة السَاذجة وهذا يضَعُنِيّْ فِي أكوامٍ من الموقف التي تَحتاجُ إلى ذاكرةٍ مِنْ صُلبٍ النسيانْ .
أُجيدُ شراء علب الألوان والفُرش والأقلام وأَوراق " أنكر " ,أتحسسُ أكثرَ المَلامحٍ , وأفشلُ فِيْ مسٍ ملامحي حتى على ورقةٍ دفترٍ عاديّة .!
أنّي أتساقطُ كُل يوم على أغلفةِ كُتُبِي ورواياتِي التي لَم أخذ منها سوى الإدمان على أكذوبَات عشق , والكثير من جرائم " أغَاثا " .!
أُقرِرُ كُل صباح أنْ أُغير بتسْرِيحةٍ شعرِي , وأنْ أُغيرَ مَقَرَ عَملِي , أشعرُ أنهما مسألتان مُرتبطَتان ببعض ولا أدْرِي لماذا ؟!
ولكني أعلم أن الأشياءً التي نتعلقُ بِها لا نسْتطيعُ تغيرَها حتى لو كَانت لا تُعجِبُنا !!
أتذكرُ قول صديقٌ لِي
أنّي فتاةٌ شقية , وكنتُ أعتقدُ ذلك لأنهَا مُكملة لِمُسمياتِ الأُنثى , ولكن الآن أرى أنّي فَاشلةِ بكل أشيائِي , فَهي بغيضة , مغَلولة , بائِسة ,عتيقة , تعيسة .

أكثرُ ما أُجِيدهُ هِي الأَمَانِي ..
تَمَنيتُ أن أكونَ تلك الفتاة السّيئة , التي لا تعرفُ حسن النيّة وتوزعَ الكثيرَ مِنْ ابتِساماتِ الشماتة !
فالطيبةُ لم تكنّ يوماً إلا أرهاقٌ فِيْ وَطنٍ ذاكرِتهُ سوداءْ ..
تَمنيتُ أنْ أُلصقَ المرض الذي فيني وأُحملهُ وِزرَ الأشياءٍ الشاقةٍ كُلها , دُونَ أن يُعزي صَدري كُل يوم !
تَمنيتُ أن أُدنس الماضي بِكبرياء شديد , وأن ألعنهُ كُلما سمعتُ يساري يتضخم .

أنّي أبَكِي بوشوشة , أَتوهَمُ زَيَارةً المَوتى اللذين رَحلوا بحينٍ دفء , ليصنعو أَوشَاماً على أجزائِي الحَاضرة !
أكرههُ السفَر وأودُ إِغلاق كُل السبلُ إليه , وإن كَانَ بِيدْي لأسقطتُ
" جوازِي " فِيْ أيِّ مُنْتَهى , ولعلمي أنهُ حِلمٌ لَنْ يتحقق ولو تَغَير كُل ماحولِي إلا فَجيعةُ السفر تبقَى مسألةً لا تُحل !
.
.

.
.


هل فعلاً نُقحِمُ الأشياءُ بِستِعجَالٍ دون إدْرَاكْ ؟!
هل لا نسْتطيع التمرغ بالأشياءٍ الجميلة دُونَ عَناء ؟!
هل تُفكرون لوهلة أنْ الأشياء المُتحركة قابلة للتوقفِ ذاتَ يوم , لِعطلٍ أو مرضٍ أو لأسبابِ أُخرى , وأن إِيمانها بِمُحركها سيُصبحُ غَير قَادِرٍ على الصُمودٍ طَويلاً ؟!


.

الثلاثاء، فبراير 24، 2009

" أشيائي الراحلة في زهرة الخليج "






في عددٍ مُزهرْ , رحلت أشيائي ورحيقيّ استقرّ في زهرة الخليج ..


في عدد رقم ( 1561 ) ذاك السبت الموافق 21/02/2009 م ..


فشكراً للزهرة , كانت وطناً جميلْ لأشيائي الراحلة .


الاثنين، فبراير 09، 2009

" تَحرروا "

جَرب ..

أدخل الغُرفة , أقفل الباب , " كنوعٍ مِنْ الإنفِرَادْ "
ألبس ماتُحب .. بالآحرى .. تزين كما تُحب .
أختر أغنيةٌ تُثيرُ حواسكْ..
أرقص, بطلاقة , بمعنى , باحساس , بِحُبّ !
أشعر بالروح التي تسكنك , ألتصق بِهَا أكثر .!

.
جربا " عشاق , أزواج "
لحظات مِنْ الرومنسية ..
أرفع ذراعيكما , بِحُريّة ..
أكسرا روتينَ المُحادثات المُعتادة .
وأجعلا حديثما , قُبلة , عِناق, تمايل , رقصْ.

.

فَقَطْ " أجعلو.. أرواحكم ,أجسادكم , مشاعركم .. تتنفسْ "











رَيامِي

.



الخميس، يناير 08، 2009

! " أحبيني بِلا عُقدِ " !

.


لم أكنّ أعلم أنَّ الفراق كالصمتِ على الموت .!
بعيداً عن ليالِ الضَوْضَاء .
بعيداً عن ضلعِ الأُنثى المحشوٍ بالغياب .
بعيداً عن ألفِ حلمِ طاعنِ يخشى وطأة المساءْ .
بعيداً عن صُراخ أصابع موشمة بِشَهْوَةِ عقاربِ الحنين .
أعلمُ وكيفَ لا أعْلَمْ .. أن قدماي جرحا , لا بلّ حُبلى من طَقْطَقةِ الاغتِسالِ [ بالغضب ]!
لن أسحقني , ولن أجرحني , ولكني قد أوكلُ رحيل الشتاءْ للبُكاءِ علينا .
وأقضم تُفَاحةً لُغتِي أن تلعن الناي المعتصم بليلة القيثارةِ " النذل " !
الذي يبحثُ عنا بجهةِ افتراضيةِ لأنهُ لا يقربُها بصلةِ .
فأين أُقيم لأغتسل مع القمر .
[ أيناكِ يا أناي .. وأنتِ ] تُسقطينْ من فمي صوتي المبحوح .
أيناكَ يا شفاههُ وجسد العشق .
وأيناها قُبلتي التي ولدت رجفةً الحُبّ في عينِ الرجال .!!

الصوت عالق .. إلا من حنجرتِي , أغني وأنتحب .. أناولُ الورد طعمَ الحياة بجفني .
وأوزع على الليل فتنةً غفواتِي , أحكي لسائِرِ الوسن عن نهدِ الحلمِ الميتِ فيَّ !
أقحمني بجوعٍ وعطشِ شديد , ولن يسد رمقي حوايا عتيقة شاهدتها لدي " أُمّي " فندبت على أيامي حظي العَاثر.
أتقيأ ريق القبور الماطرة , ربما تُشعرني بعظمةِ الحُرية أكثر من الأروحِ الحيهْ .
الجميع من جنبي يُتلفو أوراقي , اشيائي , كأنهُم مخولون لأن يحكمون " الحسناء "
بكيفَ تضعُ زينتها أو من تُقابل ببلاطِ والدها السُلطان , أم أن أميرها وسيمٌ ليُشبع رغباتِ صديقتها بالغرور .
وهُمّ لا يعلمون أن جسدي ملفوفٌ حَول صدري لأخرٍ طعمِ لعطري القديم بهْ .
يرتجف فيني ذنب همسِ لشتهاءاتي لكَ , أسحقني بنكهةِ الربيع .
لأثبت أن هويتي تعويذة عصفورة صغيرة .. تصرخ " أحبيني بلا عُقدِ " ؟!!




8 / 1 / 2008
ينـاير ..

.






.

الاثنين، ديسمبر 15، 2008

" حِينمَّا قُلّتْ "

.

وحدها الصدفة تجمع , ووحدها الأشياء العابثة تُثير الدهشة والورق
ليس للعينٍ حكايا دون العينٍ الأخرى .. كمَّا ليس للحديثٍ وقارٌ دون صدقٍ النية !
اللقاءات المسائية خضبت أحاديثنا بخفة خفةِ جداً ..
كان مضمارُ " الحرفٍ الطائِش " هو البداية ..
وكان ولعي بالثرثرةٍ , هو خيطُ الاستطاعة , للوصولٍ ليسارٍ أُنثاك
أني مُتيقنةٌ كم أُحبك , كما أعترافك بحبي , لكني لازلتُ أشك أنك تحبها !!
أبدو حين أتذكرها كأيةِ أُنثى .. تغمرها الأشياءُ كلها , لتكون في صفِ السماتِ الخَاصة .
كتلك الفتاة التي حين أخبرتها بشقاوةٍ حديثها ذات " فجر "
تشاغبتها السعادةُ وقتها ..
كسعادةٍ الصُبح حينما شعرتُ أنهُ يُشبهك !
حينما قلتُ أن لدي حكايا كثيرة !
فإني أؤمن أنك الوحيد الذي ستسمعني جيداً , كما أنتقدتني جيداً !
بحثتُ في أيامي السابقة عن صنفٍ شُعوري المقدس لكْ .
أرتحت لأنه بدأ يخصك وحدك , وحدك .!
حينما قلتُ عاث فيني الشعور سبعاً , كذبتهُ سبعاً , وحلفتهُ سبعاً أخرى
وذكرتُ الله عليه سبعاً , خشيةً لفظٍ الغبطٍ على نفسي !
أني أؤمن أن السنتان تُشبه الشهران , حيثُ ليكليهِما أفضالُ الوصلٍ والانقطاع
وأحلامٌ تمدنا بالراحةٍ والبُكاء .
حينما قُلت أني أعبدُ الذكرى لم أكنّ سوى بمنتصفٍ الطيش " المُرهق " !!
وأني أؤمن أن حفاوةً الغباء وقتها , أرخصُ من بيعٍ السيجارٍ الكوبي الذي يتناوله والدي بمتعة .!!!
كنتُ أعلم أن ثمةً نهاية كالبداية , ولكنها أطول بقليل !
لم تنتهي إلا حيثُ وجدتك على حينِ غفلّةِ من أَضلعي .
حينما قلتُ أني أشتهيك !
لم أكنّ لأجاري , خوفاً من تمشيطٍ شعوري مساءً , بحزنٍ يطلب منكَ الاحساس بهْ !
وأني أِؤمن أن طلب الشعورٍ بك , أكثرُ من مُجردٍ عطرٍ يتخللك .
هجستُ كثيراً لنفسي ..
بكم أفتقدُ " صوتك " !!
فهل " تشتهيني " !!
حينما قلتُ بالسهرةٍ الأولى أن أشيائِي من فرضٍ الطبيعة .
أخبرتني أن تفاصيلي تحتاجُ إلى عنايةٍ .. كبيرة .. وأن جُرمي وحدهُ من أرتكبته !
وعلى أني أؤمن أن اشيائِي " السخيفة " التي تستحفلُ كل حواسي
هي أسوء من فكرٍ أصم وبلادةٌ تصر عليها أسنانُ " اللامُبالاة " !
ولكني سأتركُ لك مُهمةً توجيه الذاكرة إلى شمسٍ لا تضمحل وقمرٍ لا يسيرُ بقدمٍ واحدة !

.

السبت، نوفمبر 29، 2008

" غَصةْ "



دائماً مُتسعِ البُكاء يرثي أنفسنا فيه !!
يُخاطب " كهل " الصبر الّذي يتعرقل بحُقولنا المُلّونةْ ..

نضّحكُ كثيراً على عفلّةِ الغناءِ الجميل ..لنسترسل رحمٍ أجفاننا الثُكلّى ببطءٍ شديد , شديدٍ جداً ..
يُخبرنا أن من غباءٍ الفرح أنه يُبتسم دون سبب ؟
ومن غبائِهِ آيضاً أنهُ طيب , يُحبّ الكُل .. !!
ولا يعلّم أن نظرةٍ البنفسجٍ منه , تعني أننا نكذب , مراراً كل يوم .
كثيراً ما نستشعر حالتُنا المُتخْمة بأوساخٍ الجرح , الّذي ما أنّ يُعاهدْنا حتى يتواجَد بتساوي على ملامحنا الغَافلّة بالفقر !!!
كمَّا أن وطنية أرواحنا الحالمةْ , مُتجَعِّدة من مساميرٍ النحيب , التي لا نستغرق طويلاً كي نفشل بنزعها .




أتذكر أني قسْمتُ ثمانيةً عشر شمعة .. على صدرٍ الأنين ..
وحزمتُ سبع أوجاعٍ عجَّاف .. وغطيتُها بذْكرياتِ زمهَريريةْ ..
وبعدها بدأتُ أجوبُ أنشِّطَاراتي الأُخْرى .. كأيةٍ أُنثى علّيها توسْد عاداتِ يُريدُونها ..
أدْثر.. خاصرةً الثوبٍ الأنيق ..
والحذاءٍ المُتشبعٍ بالشموخ ..
والسيجارة الوحيدة التي أخذتُها ووزعتُ بخارها على مدْينةِ المراهقة
والأشياءُ الجميلة التي كنا نقوم بها والنّاس نيامْ !!





ببساطةٍ الأستعمارُ المُنزوي ليسْ سيء , لكنهُ يُلغي كل ما يُحاصرك
ليحَاصرك وحده رغبةً بالطمعٍ بك , ووداعاً للجنونٍ السابق !
وبهذا فإنه يستسغي كل ألوانِ الوطن ليحل ويُحرم صباحاتك ومساءاتِك !
فهل تشعرون بمدى الوحدةٍ , الوجع , الإنْفِطَار , النحِيب , الدموع , النكسة , وقلّةِ الحيلّةٍ والأنتصار !!
إذاً شرعوا صدوركم المُخَضبة بإصفرار ..
دّونوا ملامحَ السفر ..
أعلنوا مُنتصف الأنهَاك ..
قفوا بجَانبِ الطُرقاتْ ..
أزفروا الجَدران الصَابرة ..
أنحبوا خريف الأشْجَار ..
أوصدوا أرصفةً السماء ..
ونخلةً الأنكِسارْ !!





أشعر بوحدْةِ موسعة بِمدْارك الفقد المُمتلأ , أدق طبول الشهوةٍ تلك
التي يغمرها الحنين كجَحيمِ الليالي القديمة التي تلعَنُها أمي كلمَّا رأتني على حالٍ سقيمة كما تُسميها ..
أشعر أن الزَمن يَصبّ في عيونِ النّاس رجفةً تائة , ضوضاء زائِغة ,وخسْارةٌ تهزمُها الضَّرائِب .. لنصبح فقراء الألوان , نُعري ضلعاً يكسيهِ الأبيضُ والأسود فقط .
أشعر أن حدود السفر مُربكة .. كحدودِ البُؤْسِ الّذي يُوشوشُ قبلّةً وعناقاً ووجوههً كانت ورحلّت , وكما كانت آيضاً تجَمدَتْ
بثوبِ شفاف ربمَّا سيحينُ موعدهُ لتصعَد روحهُ إِلى السماء .
أشعر أن كلنا أوطَان تبحث, وتبحَث .. يموت فينا الَحَلّمُ والأمل , ونأكلوا الموت ونحنُ مُشمَئِزون من طعمٍ القَانون والسلّطَة والعُرف .!!
أشعر أن صلواتنا مُزدحمة , مُتشابهة , مُلطخَة بنا , تقف كثيراً وتُهرول دمعاً يخدش نفسهُ على ألفٍ حزنٍ ويُمارس الصراخ وتمزيق المَحَاجِرْ .

ستُغَادر تلك التي لا ثالث لِحَراراتِهَا بعد أن تركت خمس وعشرون غياب بضلّعٍ يرجف .
ستُغَادْر بعِيداً لِتَغْتسل من ذنبٍ الأشتياق للتَنفس بخوف مع نكساتِ تضمُهَا السنينْ .
ستُغَادر وهي تَحْفر أصابعها بأقوالهم عنْ خيانتهِ التي بكاهَا القدرْ .
ستُغَادر بعد أن تشفع نبضات الماضي, أحتِراقاتِ موشومةً بالرحيل .
ستُغادْر لتمشط وجهها بغفوةٍ مقلتيه المسائية وتفرد كحلّها اليتيم به .
ستُغادر مع شمَاتةِ ضحكاتهم .. عندما أخبرتهم أن الجَرح
كفلسطين .. وستون غَصةْ !!؟؟؟


.